“الله يرحم ايام زمان”… رمضان بين الأمس واليوم.. عادات وتقاليد تبدلت وتغيرت!
تحقيق: زينب عوض
المسلمون بكل بقاع الأرض ينتظرونه ويتهيؤون لإستقبال أفضل الشهور على الإطلاق.. خصّه الله سبحانه وتعالى بمزايا عديدة، وجعل الأجور فيه مضاعفة، وقذف حبّه في قلوب العباد.
هو شهر الرحمة والغفران، شهر الحب والعطاء بلا مقابل، وتعبيرا عن عظمته سمي بشهر “القرآن”.. لذا اتسم بعادات وتقاليد دينية إجتماعية وثقافية تعود لمئات السنين ومازالت، تجمع بين الصوم والتقرب إلى الله عز وجل بالسنن والنوافل والصدقة.
موروثات متبارك في شهر يصلح ما أفسدته الشهور بما يحمله من سكينة وراحة وأمان نفسي.
ومن أكثر العادات والتقاليد تداولا: تعليق الزينة الرمضانية والأنوار في الشوارع والساحات العامة والمساجد والمراكز الدينية والسياحية.. كما ويتجول “المسحراتي” في الشوارع بأوقات السحور وهو يقرع على طبلة صغيرة لإيقاظ الناس.
كما يعد تناول الأطعمة والمأكولات اللبنانية الشهية على الإفطار والسحور تقليد من أهم ما يميز الشهر الفضيل، وكذلك المشروبات الرمضانية الشهيرة في لبنان مثل الجلاب والتمر هندي ومنقوع عرق السوس ومنقوع قمر الدين باللوز والزبيب وعصائر الفواكه.. وعادة ما تتضمن مائدة الإفطار أطباق الحساء والسلطات إلى جانب أطعمة شعبية مثل الفتوش، التبولة، الكبة، الحمص، الطحينة، الفتة، فطاير السبانخ، اللحم، والحلويات اللبنانية الشهيرة.
وبين شهر كريم وأوضاع إقتصادية مميتة عادات مسحولة منسية.. فما عاد الطابع الرمضاني كما كان والعادات تبدلت وتغيرت: “الله يرحم ايام زمان..”
“ما بقى في جو رمضاني بهالوضع الصعب والحال المعدوم”.. هكذا عبرت ج.ص. وهي ربة منزل، أم ل4 أولاد، عن حلول الشهر الكريم على اللبنانيين بهكذا ظروف.. وأكدت على غياب الكثير من العادات والتقاليد القديمة، قائلة: “لا المعاشات بتسمح نحيي شهر رمضان كما يجب ولا النفسية بتسمح!!”
وكذلك أشار السيد ح.إ. إلى انعدام القدرة على شراء الحلويات الرمضانية كما كان يفعل بالسنوات الماضية، مردد: “سعر الحلو بيقطع الضهر فزوجتي بتعمل حلويات بيتية أرخص وأطيب.”
وأكدت الحاجة ز.ح. أن اللبنانيين ما عادوا كالسابق، موضحة ذلك قائلة: “بتحسي العالم هالإيام بتتباهى إنها فاطرة، بياكلوا وبيشربوا عالطريق ولا كأننا بأيام فضيلة.. لا بيحترموا الصايم ولا بيحترموا الدين ولا بيحترموا هالشهر..”
يبقى شهر الحب عامرا رغم كل الظروف العصيبة وكل ما يمر به لبنان من أوجاع وحرمان، يبقى رمضان الحامل معه الكثير من الخيرات..
موقع بكرا أحلى